زراعة البطاطس هي من أقدم الزراعات التي مارسها الإنسان تاريخيا على مر العصور، خصوصا في المناطق التي تتمتع بالتربة الطينية، الانتشار التاريخي لهذه الزراعة جعلها جزءا من كل مائدة منزلية على مستوى العالم، بالتالي باتت البطاطس اليوم محصولاً استراتيجيا يدعم اقتصاد العديد من البلدان كونه من أكثر المحاصيل المستهلكة على مستوى العالم.
ولذلك سنسرد في هذه المقالة كيف تتم زراعة هذا المحصول العالمي من خلال طرح الخطوات الصحيحة لذلك وأنواع الأسمدة المناسبة لتغذية البطاطس والحصول على المحصول المثالي المُربح والقابل للتسويق.
ما هي أفضل طريقة لزراعة البطاطس؟
تعتمد زراعة البطاطس الناجحة على دقة اتباع الخطوات من البداية حتى الحصاد، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
اختيار البذور: تبدأ الزراعة بانتقاء بذور بطاطس سليمة وخالية من الأمراض والآفات، فالجودة في هذه المرحلة تضمن محصولًا صحيًا ومثمرًا.
تجهيز التربة: يجب تحسين خصوبة التربة باستخدام الأسمدة العضوية وتوفير تصريف جيد للماء، ولأفضل نتائج، يمكن استخدام الكمبوست عالي الجودة مثل بلاك جولد من بلاك كاو لاحتوائه على العناصر الغذائية الأساسية.
تجهيز البذور: تُقسم الدرنات إلى قطع صغيرة تحتوي على براعم واضحة قابلة للنمو، ثم تترك يومين في الشمس حتى تجف وتكوّن طبقة واقية تحميها من الأمراض أثناء الزراعة.
الزراعة: توضع القطع في حفر بعمق 10–15 سم مع ترك مسافة 30 سم بين كل حفرة لضمان نمو سليم، ثم تُروى باعتدال، ويجب الحذر من الإفراط في الري لتجنب التعفن والمشاكل الفطرية.
التسميد والعناية: بعد الزراعة، يُضاف السماد المناسب للنبات، ويُفضل أن يكون غنيًا بالفوسفور لتعزيز نمو الجذور، كما ينبغي إزالة الأعشاب الضارة باستمرار حتى لا تنافس البطاطس على الماء والغذاء.
الحصاد: عادةً ما تنضج البطاطس بعد 90–120 يومًا حسب الصنف والظروف البيئية. ومن أبرز علامات النضج ذبول الجزء العلوي من النبات وتساقط أوراقه.
ما هي التربة المناسبة لزراعة البطاطس؟
يمكن زراعة البطاطس في أنواع مختلفة من التربة، إلا أن التربة الطميية تُعد الأفضل، نظرًا لتمتعها بصرف جيد وتهوية مناسبة تسمح للدرنات بالنمو بشكل طبيعي، ولإنتاج محصول مثالي، يجب أن تتوافر في التربة المستخدمة عدة مواصفات أساسية:
1- درجة الحموضة (pH)
- يفضل أن تتراوح بين 5 و6، حيث تساعد هذه الدرجة على حماية البطاطس من مرض الجرب الذي يتلف الدرنات ويجعلها غير صالحة للتسويق.
- إذا انخفضت درجة الحموضة إلى 5، يؤدي ذلك إلى انخفاض الكثافة النوعية للدرنات وضعف جودتها.
2- ملوحة التربة
- يجب أن تكون الملوحة معتدلة ولا تتجاوز 4 ملليموز سواء في التربة أو مياه الري.
- الملوحة العالية تسبب ضعف النمو الخضري، قلة عدد الأوراق والأفرع، ضعف المجموع الجذري، وانخفاض كمية وجودة المحصول بسبب زيادة نسبة الصوديوم والكلور في التربة.
3- أنواع التربة غير المناسبة
- الأراضي الطينية الثقيلة: تتميز بارتفاع منسوب المياه وبجزيئات كبيرة الحجم لا توفر فراغات كافية لنمو الدرنات، كما تحتاج إلى عناية إضافية وتسميد لتحسين خواصها الطبيعية والكيماوية.
- الأراضي الغنية بكربونات الكالسيوم: تتعرض للجفاف بسرعة، مما يمنع الدرنات من النمو بحرية ويؤثر سلبًا على المحصول.
لضمان نمو صحي لمحصول البطاطس، يُنصح باستخدام أفضل سماد بقري معالج، لما يوفره من تغذية عضوية متوازنة وتحسين بنية التربة دون التأثير السلبي على البيئة.
كيف يتم تحضير الأرض قبل الزراعة؟
قبل استخدام الأرض لزراعة البطاطس يجب أولا إزالة الحشائش والأعشاب الضارة منها وتنظيفها من أي مخلفات ناتجة عن أي محصول سابق.
بعد تنظيف الأرض تأتي خطوة حرثها بعمق بين 20 إلى 25 سم، ثم تنعيم الأرض باستخدام أدوات الحرث المناسبة لتفتيت الكتل الكبيرة في التربة وهذا يساعد على تهوية التربة وجعلها رخوة تسمح للبطاطس أن تنمو بحرية.
يأتي بعد ذلك تسوية سطح التربة بشكل مثالي لضمان توزيع المياه بشكل جيد على البطاطس أثناء نموها وتجنب تجمع المياه أو حدوث جفاف بمناطق معينة.
بعد ذلك تأتي خطوة إضافة الأسمدة من خلال استخدام كل من:
- الأسمدة العضوية المتحللة لتحسين خصوبة التربة وإثرائها بالعناصر الغذائية.
- الأسمدة الفوسفاتية والكبريتية لتسهيل امتصاص العناصر الغذائية الأخرى من النبات . وينصح بتجنب الإفراط في الأسمدة النيتروجينية لتفادي الإنتاج المفرط للأوراق على حساب الدرنات.
من العوامل الأساسية لنجاح زراعة البطاطس هو اختيار التربة المناسبة، ويُفضل أن تكون تربة خفيفة جيدة التصريف وغنية بالمواد العضوية. يمكنك معرفة المزيد عن أفضل أنواع التربة الزراعية وتأثيرها على جودة المحصول.
كيف يمكن الوقاية من الآفات والأمراض التي تصيب البطاطس؟
توجد طريقتان للوقاية من الأمراض والآفات التي تصيب البطاطس كاللفحة المتأخرة أو الآفات الناتجة من مهاجمة الحشرات لها كخنفساء البطاطس أو عثة درنات البطاطس وهما:
المكافحة الكيميائية:
من خلال حقن الدرنات أثناء زراعة البطاطس باستخدام المواد الكيميائية مثل مادة الريزوليكس/ثيرام للوقاية من الآفات، وإضافة المبيدات في مياة الري لمنع إصابة البطاطس بأي مرض
كما يمكن اتباع الطريقة الشائعة باستخدام المبيدات مباشرة على المحصول الزراعي لحمايتها من الحشرات الناقلة للأمراض كحشرة المن.
المكافحة الحيوية:
وتتم عن طريق استخدام مكافحة الحشرات أو البكتيريا المسببة للآفات بمنتجات المكافحة الحيوية المكونة من الأعداء الطبيعيين لتلك الحشرات للوقاية من مشاكلها حماية المحاصيل منها. وتتميز هذه الطريقة عن قرينتها الكيميائية بتوفير حلول غير سامة بالتربة كما أنها اقتصادية من حيث التكلفة ومناسبة للحفاظ على محصول البطاطس وازدهاره.
زراعة البطاطس الشتوية
تبدأ الزراعة الشتوية للبطاطس عادة من منتصف شهر أغسطس حتى منتصف شهر أكتوبر وتتم بطريقة شائعة تعرف بالترديم أو العروة، وتتم هذه الطريقة كالآتي:
يتم تجهيز الأرض عن طريق حرثها عدة مرات ثم إضافة الأسمدة العضوية كالكمبوست مع أسمدة مغذية للنباتات كالأسمدة الفوسفاتية أو النيتروجينية.
يتم زراعة الدرنات في هذه الأرض على عمق 10 سم وبين كل درنة مسافة لا تقل عن 20 سم، هذه المسافات تتضمن توفير التهوية الجيدة للدرنات وحمايتها من التعفن.
تحتاج الزراعة الشتوية في أول فترة الزراعة إلى إزالة منتظمة للحشائش والأعشاب الضارة،
بالإضافة إلى حاجة النبات إلى تقليب السماد وتسليك التربة، وكما يتم رفع التربة حول النبتة من الجهتين لتغطية الدرنات المتكونة وإتاحة وقت كاف لنموها.
وتكمن أهمية رفع التربة حول النباتات في وقاية الدرنات من التعرض المباشر للشمس والإصابة بفراشة درنات البطاطس سوسة البطاطس.
يتم نضج محصول البطاطس بعد 100 يوم أو 120 يوم من تاريخ بدء الزراعة، وذلك اعتماداً على نوع البطاطس المزروعة وظروف الزراعة البيئية والمناخية المختلفة، ويراعى عند الحصاد التأكد من تمام نضج المحصول الذي يمكن التعرف عليه عن طريق التحول الأصفر الطبيعي للكتلة الخضراء في النباتات وتماسك القشرة مع اللحم.
قبل البدء في جمع محصول البطاطس، يتم جمع الدرنات المكشوفة والمتناثرة في الأرض واستبعادها عن باقي المحصول.
فهذه الدرنات تكون مصابة بلفحة شمس أو بدودة درنات البطاطس.
بعد الحصاد، تترك الدرنات في الشمس لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات حتى يتم التخلص من الرطوبة الزائدة في الدرنات وجفاف القشرة والتصاقها باللحم وانفصالها عن التربة، ثم يتم فرز المحصول واستبعاد الدرنات التالفة وغير الصالحة.
موعد زراعة البطاطس الصيفي
تُعرف باسم العروة الصيفية والتي تبدأ من منتصف شهر يناير وحتى شهر فبراير ويفضل عدد من المزارعين أن يبكروا موعد الزراعة الصيفي ويبدأوا في منتصف شهر ديسمبر.
في النهاية، لا تتوقف زراعة البطاطس على عدد من الخطوات فحسب بل إن طريقة التنفيذ واتباع الإرشادات وتوفير الرعاية اللازمة هي ما توفر المحصول الجيد من البطاطس، بدءًا من الاختيار الصحيح للبذور وحتى التوقيت المناسب للحصاد وجمع المحصول.
ولا تغفل أيضا عن أهمية اختيار السماد المناسب لاستخدامه قبل الزراعة وأثنائه، وهذا ما توفره لك بلاك كاو من أسمدة الكمبوست العضوية النباتية والحيوانية المهمة لتجهيز الأرض، والأسمدة الفوسفاتية الضرورية لتغذية النبات والحصول على محصول ناضج للبطاطس.
لا تتردد في اختيار أسمدة بلاك كاو وتواصل معنا الآن.