هل فكرت يوما لماذا تزهر بعض النباتات بغزارة أو ما هو سر الإثمار عالي الجودة لكثير من المحاصيل؟
يكمن السر في عنصر الفسفور الذي يعد بمثابة وقود النبات، المحرك لكل عملياته الداخلية، بدءاً من أول جذر صغير للنبات، وصولاً إلى اللحظة التي تتفتح فيها الزهور لتتحول إلى ثمار، ولكن الإفراط من الفسفور قد يأتي بنتائج عكسية تدمر محصولك.
فمتى تستخدم جرعة إضافية من سماد عالي الفسفور؟ في هذه المقالة، سنأخذك في جولة سريعة ومبسطة لفهم سر هذا العنصر، وما هو وقت استخدامه المناسب لتحقق لك أقصى إنتاجية.
ما هو سماد عالي الفسفور ؟
هو ببساطة سماد كيميائي، يضم تركيبة سمادية يكون فيها تركيز عنصر الفسفور أعلى بكثير من تركيز النيتروجين والبوتاسيوم، فعندما تنظر إلى ملصق السماد الذي يحمل رموز NPK، فإنك تنظر إلى ثلاثة أرقام، يمثل أوسطهم دائماً عنصر الفسفور، وكلما كان هذا الرقم أعلى، كان السماد أكثر احتواءً على عنصر الفسفور.
فمثلًا، إذا رأيت سمادًا يحمل ملصقه الأرقام الآتية: (10-52-10)، فهذا يعني أن السماد يحتوي على 52% من الفسفور في صورته الجاهزة للامتصاص، وبذلك يكون هذا السماد عالي الفسفور.
ما هي استخدامات سماد عالي الفسفور؟
لا يُستخدم السماد عالي الفسفور للتسميد الروتيني طوال الموسم، بل هو مصمم خصيصاً ليتم استخدامه في مراحل عمرية معينة من عمر النبات ، تتمثل تلك المراحل في الآتي :
- عند زراعة البذور، أو نقل الشتلات، أو بعد تقليم الجذور، يكون النبات في أمس الحاجة إلى مصادر الطاقة الممكنة؛ ليكوِّن شبكة جذرية قوية وكثيفة، وهنا يأتي دور السماد عالي الفسفور؛ ليعمل كعامل محفز للنبات يساعده على الثبات يزيد من قدرته على امتصاص الماء والمغذيات من التربة.
- قبل مرحلة التزهير بأسبوعين إلى أربعة أسابيع من الوقت المتوقع؛ لأن عنصر الفسفور يزيد من جودة وعدد البراعم الزهرية، ويقلل من ظاهرة تساقط الزهور أو فشل العُقد، كما يوجه طاقة النبات نحو التكاثر والإنتاج بدلاً من التركيز فقط على النمو الخضري للأوراق والسيقان بهدف الحصول على محصول أوفر وأزهار أكثر كثافة وجمالاً.
- عند ملاحظة علامات نقص الفسفور الواضحة على النبات، مثل تحول لون الأوراق السفلية إلى الأرجواني أو الأخضر الداكن المائل للسواد، هذا النقص يعني أن النبات في حاجة شديدة لهذا العنصر وتصحيح سريع لمشكلة غذائية قد تؤدي إلى توقف النمو بالكامل، وهنا يأتي دور سماد عالي الفسفور؛ ليوفر جرعة إنقاذ سريعة وسهلة الامتصاص لتعويض النقص وإعادة النبات إلى حالته الطبيعية.
- أيضا في ظروف التربة الباردة أو القلوية، ففي تلك الظروف، تفتقر التربة لعنصر الفسفور، لذلك يجب إضافة سماد عالي الفسفور لتعويض هذا النقص وضمان وصول الكمية الكافية للجذور.
فوائد سماد عالي الفسفور
يمثل الفسفور البنية التحتية لنمو النبات؛ فهو لا يقتصر على التغذية فحسب، بل هو العنصر المسؤول عن تحريك الطاقة داخل كل خلية نباتية، فلو كان النيتروجين هو أساس النمو، فإن الفسفور هو محرك هذا النمو، وتتمثل فوائد السماد عالي الفسفور كالآتي:
- يعزز السماد عالي الفسفور الكفاءة الحيوية للنباتات ويزيد من إنتاجيتها كما يلعب دورًا أساسيا في عمليات التمثيل الضوئي بشكل ينعكس على صحة الأوراق وإخضرارها.
- مساعدة النبات على تحسين مقاومته للتقلبات البيئية كالتغيرات في درجات الحرارة وفترات الجفاف، مما يساهم في تقوية الخلايا النباتية والتعزيز من البنية الداخلية.
- يساهم في تحسين جودة المحصول من حيث الطعم والشكل الخارجي والقيمة الغذائية والحجم، مما يجعله مفضلًا لدى كثير من المزارعين الذين يبحثون عن رفع جودة محاصيلهم الزراعية ورفع قيمتها التسويقية.
- يدعم الفسفور العلاقات التبادلية بين جذور النبات والكائنات الدقيقة المتواجدة في التربة، مما يعزز من قدرة النبات على امتصاص باقي المغذيات الاخرى ويرفع من صحة التربة على المدى الطويل.
ما أهمية الفسفور في مراحل نمو النبات؟
يعد الفسفور هو المكون الأساسي للطاقة داخل الخلايا النباتية، حيث يتطلب إنتاج برعم زهري واحد كمية هائلة من تلك الطاقة، وعند إضافة جرعة من سماد عالي الفسفور قبل بدء مرحلة التزهير، فإنك تضمن أن النبات لديه مخزون كافٍ من الوقود لبدء وإكمال عملية الإزهار دون إجهاد.
ولا يقتصر دور الفسفور على إنتاج الأزهار فحسب، بل يمتد إلى داخلها؛ فهو يحسن من جودة حبوب اللقاح وقدرتها على الإخصاب، مما يزيد بشكل مباشر من معدل عقد الثمار ويقلل من ظاهرة تساقط الزهور.
أهمية سماد عالي الفسفور للتزهير
كما ذكرنا سابقًا، يمد عنصر الفسفور خلايا نباتاتك بالطاقة اللازمة لإنتاج البراعم الزهرية، كما أن هناك دورًا خفيا يمثل أهمية سماد عالي الفسفور للتزهير، وهو أنه يعمل على توجيه كل طاقة النبات من الإنتاج الورقي نحو إنتاج الزهور والثمار، مما يضمن أن نباتك يستثمر في المحصول بدلاً من النمو الزائد للأوراق غير المفيد اقتصاديًّا.
هل يمكن استخدام سماد الفسفور لجميع أنواع النباتات؟
نعم، جميع النباتات تحتاج الفسفور لأنه ضروري لوظائف الطاقة والجذور، ولكنها لا تحتاج سماد عالي الفسفور طوال الوقت؛ لأن تركيزه العالي هو علاج مؤقت لمراحل محددة أو لظروف تربة صعبة، والاستخدام الصحيح لهذا السماد يعتمد على:
- نوع النبات: النباتات المزهرة والمثمرة مثل الطماطم والورود والفراولة، تستفيد كثيراً من جرعات الفسفور (المناسبة لها بدون إفراط) في فترات محددة لضمان عقد الثمار عكس نباتات الخضرة والورقيات مثل الخس والسبانخ، التي لا تحتاج إلى تركيزات عالية من الفسفور بعد مرحلة التأسيس، وتستفيد أكثر من النيتروجين والبوتاسيوم.
- ظروف التربة: فكما ذكرنا سابقًا، في ظروف التربة الباردة أو القلوية، تفتقر التربة لعنصر الفسفور، لذلك يجب إضافة سماد عالي الفسفور لتعويض هذا النقص وضمان وصول الكمية الكافية للجذور، ليس لأن النبات يحتاج أكثر، ولكن لضمان امتصاصه للحد الأدنى المطلوب.
ما أنواع الأسمدة الفوسفاتية المتوفرة في السوق؟
تتوفر أنواع مختلفة من سماد الفسفور على هيئة أسمدة فوسفاتية في السوق يتمتع كل منها بتركيز عالٍ من عنصر الفسفور مثل:
الأسمدة المخلوطة (NPK): هي أسمدة تحتوي على نسب محددة من العناصر الغذائية الكبرى المتمثلة في النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وأحيانًا الكبريت، لتلبية احتياجات نباتاتك بشكل كُلي، ويوجد منها ما يحتوي على الفسفور بتركيز أعلى من باقي العناصر.
- فوسفات أحادي الأمونيوم (MAP): سماد يحتوي على النيتروجين والفوسفور معًا.
- فوسفات ثنائي الأمونيوم (DAP): من أكثر الأسمدة الفوسفورية استخدامًا، ويتميز بنسبة عالية من الفوسفور والنيتروجين، مما يجعله مناسبًا للمحاصيل التي تحتاج إلى كليهما.
- سوبر فوسفات أحادي (SSP): سماد يتم تصنيعه بتفاعل الفوسفات مع حمض الكبريتيك، وهو غني بالكالسيوم والكبريت بالإضافة إلى الفوسفور.
- حمض الفوسفوريك: سماد سائل يمكن استخدامه مباشرة أو خلطه مع الأسمدة الأخرى أثناء نمو النبات.

ما الأسمدة التي يمكن دمجها مع الفسفور لتحسين كفاءة النمو والإنتاج؟
لا يعمل الفسفور بمفرده، بل يعتمد على وجود عناصر أخرى لضمان أفضل امتصاص وفعالية، ولكي تزيد من كفاءة السماد عالي الفسفور وتحصل على أقصى إنتاج، ويمكن دمج الفسفور مع العناصر التالية:
- النيتروجين:
تحتاج الجذور إلى النيتروجين في صورة الأمونيوم لتشجيعها على امتصاص الفسفور، فبدون النيتروجين الكافي، يتثاقل دخول الفسفور إلى نباتاتك بدرجة كبيرة. لهذا السبب، تجد معظم أسمدة الفسفور (مثل MAP و DAP) تحتوي على نسبة من النيتروجين.
- البوتاسيوم:
يقوي البوتاسيوم مناعة النبات، ويحسن من جودة المحصول وتماثل الثمار، مثل الأسمدة المختلطة (NPK).
- الزنك والحديد:
هذه العناصر الصغرى تلعب دوراً حيوياً في تنشيط الإنزيمات التي تحتاجها نباتاتك لامتصاص الفسفور بكفاءة. إذا كان هناك نقص في الزنك، قد يضعف تأثير أفضل سماد فوسفوري تضعه، ويستخدمان كإضافة في التسميد الورقي أو الأرضي لضمان عمل الفسفور بكامل طاقته.
في الختام، السماد عالي الفسفور ليس سماد روتيني الاستخدام، بل هو أداة استراتيجية يجب استخدامها في توقيتات محددة ومدروسة للحصول على نظام جذري صلب يقوي ثبات نباتاتك، وطاقة لا تنضب، تحفز إنتاج الأزهار والثمار لأقصى درجة ممكنة، ولكن لا تفرط في استخدامه خصوصًا في مرحلة النمو الورقي، بل وفره لمرحلتي التجذير والتزهير.
ندعوك لتصفح منتجات بلاك كاو العضوية والتعرف على إمكانياتها في تحسين خصوبة أرضك وجودة محصولك.
شاركنا رأيك في التعليقات…..
ما هي النقطة التي قد لا تتفق معها حول ما ذكرناه عن أسمدة الفسفور؟
