في عالم الزراعة الحديثة، يبحث كلٌ من المزارعين والمهتمين بالحدائق المنزلية عن بدائل للأسمدة الكيماوية التي قد تضر التربة وتُضعف خصوبتها على المدى الطويل، وهنا يظهر سماد الكومبوست كأحد الحلول العضوية الفعالة والتي تعيد للتربة خصوبتها وتدعم نمو النباتات بشكل متوازن، ولا يكفيك فقط معرفة مكونات الكمبوست أو طريقة تحضيره، بل الأهم هو أن تفهم طريقة استخدام سماد الكمبوست بالشكل الصحيح لتحقيق أقصى استفادة منه.
في هذه المقالة سنتعرف على طريقة استخدام سماد الكمبوست الصحيحة، فوائده، عيوبه، والأوقات الصحيحة لإضافته.
ما هو سماد الكمبوست ولماذا يعتبر بديلاً صحياً للأسمدة الكيماوية؟
يصنف الكمبوست كأحد الأسمدة العضوية التي يتم تصنيعها من تحلل المواد العضوية بصورة طبيعية وذلك بفضل نشاط الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات.
ويتكون سماد الكمبوست من مخلفات نباتية تشمل الأوراق، والأعشاب، وبقايا الطعام، والقشّ، إلى جانب ذلك تضاف بعض نفايات المزارع. تتفكك هذه المكونات وتتحول إلى عناصر غنية بالمغذيات يمكن استعمالها لتقوية خصوبة التربة وتعزيز إنتاجية المحاصيل.
يعد سماد الكمبوست خياراً صحياً للبيئة وبديلاً للأسمدة الكيماوية، حيث يزود التربة بالمواد الغذائية بصورة طبيعية دون أن يخل بتكوينها، مقارنة بالأسمدة الصناعية التي قد تتسبب في تراكم الأملاح وتلوث المياه الجوفية، يحافظ سماد الكمبوست على استقرار التربة ويعزز نشاط الكائنات الدقيقة المفيدة.
تعرف ايضاَ على أفضل أنواع التربة للزراعة
ما هي طريقة استخدام سماد الكمبوست
تختلف طريقة استخدام سماد الكمبوست باختلاف نوع النبات ومرحلة نمو النبات، ومع ذلك يمكن الالتزام بالخطوات العامة التالية:
قبل الزراعة:
يدمج الكمبوست مع التربة بنسب تتقلب بين 20% إلى 30% وفقًا لنوع المحصول، يتم تقليب المزيج بدقة لضمان توزيع المواد العضوية بصورة متساوية، وتختلف النسبة حسب نوع التربة.
أثناء الزراعة:
يوضع جزء من الكمبوست داخل حفرة الزراعة قرب الجذور مباشرةً، ليمنح النبات تغذية فورية منذ البدء.
بعد الزراعة:
يمكن رش طبقة خفيفة من الكمبوست حول قاعدة النباتات القائمة للحفاظ على رطوبة التربة والتقليل من نمو الحشائش الضارة.
في الحدائق المنزلية:
يستفاد من الكمبوست في أحواض الزينة، الأشجار المثمرة، وحتى في نباتات الزينة الداخلية، مما يساهم في تعزيز النمو العام وزيادة إنتاجية النبات.
يمكنك التعرف على الزراعة المنزلية للاستفادة أكثر من طرق استخدام سماد الكمبوست
ما أهم الفوائد التي يقدمها الكمبوست للتربة والنباتات؟
تحسين بنية التربة باختلاف أنواعها؛ سواء كانت رملية أو صخرية أو ثقيلة أو رطبة، حيث تساهم إضافة سماد الكمبوست في تعديل قوام التربة وتعزيز قدرتها على الاحتفاظ بالمياه لفترة أطول كما يعزز من خصوبتها.
إمداد التربة بالمغذيات الأساسية النباتية التي تستلزم تجديدها كل فترة بسبب استنفادها في التربة مع كل فترة نمو، حتى وإن كانت التربة غنية.
يقدم سماد الكمبوست تركيبة شاملة من العناصر الغذائية، وتساهم الكائنات الدقيقة الموجودة فيه في تحسين قدرة النبات على امتصاص هذه العناصر بصورة أكثر فاعلية.
يساهم سماد الكمبوست في حماية النباتات من الأمراض، إذ إن الكائنات الدقيقة المتواجدة فيه ، بالإضافة للإنزيمات، والفيتامينات، والمواد المضادة للميكروبات الطبيعية الموجودة فيه تقلل مسببات الأمراض من الإضرار بالنباتات.
متى يفضل استخدام الكمبوست: قبل الزراعة أم بعد نمو النباتات؟
يعتبر توقيت الاستخدام من العوامل التي تتوقف عليها طريقة استخدام سماد الكمبوست، وينصح دائما استخدام الكمبوست قبل عملية الزراعة عن طريق خلطه جيدا مع التربة الزراعية لتحسين خصوبتها وتهيئة بيئة مثالية لنمو النباتات.
ومع ذلك يمكن الاستفادة منه بعد نمو النباتات، سواء كغطاء سطحي للتربة أو كسماد مكمل لدعم نمو النبات.
يتميز سماد الكمبوست بفاعليته في مختلف المراحل الزراعية، بشرط الالتزام بالكميات المحددة وعدم الإفراط في استخدامه لضمان تحقيق أفضل النتائج.
هل يمكن الزراعة في الكمبوست فقط؟
لا ينصح باستخدام سماد الكمبوست فقط للزراعة، حيث أن استخدامه منفردًا قد يؤدي إلى صعوبات في احتجاز الماء واستقراره.
بينما خلطه مع طبقة التربة السطحية يعطي أداءً مميزًا مع الماء؛ فهو يسمح بتصريفٍ جيد للتربة الثقيلة ، بينما يحتفظ بالماء في التربة الرملية. أما إذا استخدم وحده، فإن الماء يجفف سماد الكمبوست بسرعة.
كما أن الكمبوست يتكتل مع مرور الوقت، وهو ما يشكل إشكالية خاصة للأواني التي لن تظل مملوءة بالرطوبة نفسها بعد بضعة أسابيع من زرعها. لذا، رغم أن طريقة استخدام سماد الكمبوست كبديل للتربة الزراعية تبدو فكرة مغرية، فإنها لا تعد فكرة صائبة.
عيوب الكمبوست
تظهر عيوب الكمبوست في طريقة استخدام سماد الكمبوست عادةً عندما يتم استخدامه وهو في مرحلة غير مكتملة التحليل، وتتضمن احتراق جذور النباتات نتيجة الحرارة العالية، وانتشار الآفات، وانتشار الروائح الكريهة، وتفشي الأمراض الفطرية والبكتيرية، وارتفاع نسبة الملوحة، بالإضافة إلى نقص الأكسجين بسبب بقاء المواد غير متحللة، مما يضر بنمو النباتات.
هل يمكن إضافة الكمبوست بشكل دوري خلال الموسم الزراعي؟
بإمكانك استخدام الكمبوست بشكل دوري خلال الموسم الزراعي، خصوصاً في منتصف فصل الصيف عندما تحتاج النباتات إلى تعزيز إضافي للتغذية.
ينصح بالاعتماد على الكمبوست السائل، مثل مستخلص الكمبوست أو شاي الكمبوست، أثناء فترة النمو لتحسين قدرة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية، ومن المهم التأكد من تحلل الكمبوست بشكل كامل لتفادي أي مشاكل قد تنشأ عند استخدامه.
وفي الختام، يعد الكمبوست أحد أفضل البدائل الطبيعية للأسمدة الكيماوية، ومعرفة طريقة استخدام سماد الكمبوست بشكل صحيح تضمن لك الاستفادة الكاملة من فوائده، سواءً كنت مزارعاً محترفاً أو هاوياً، ورغم بعض العيوب البسيطة، فإن فوائده تفوقها بكثير، مما يجعله خيارًا مثاليًا لكل من يسعى إلى زراعة مستدامة وصديقة للبيئة.