أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة

أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة والإنسان

لطالما لعبت الأسمدة الكيماوية دوراً أساسيا في تغذية النباتات على مستوى العالم، إذ توفر ما يقرب من 60٪ من الاحتياجات الغذائية للمحاصيل الزراعية والنباتات المختلفة

وتحتوي الأسمدة الكيماوية على مصدر واحد أو أكثر من العناصر الضرورية للنباتات، والتي تتوافر في صورة صلبة أو سائلة أو غازية، إذ يمكن إضافتها للتربة، أو رشها على الأوراق، أو إذابتها في الماء وخلطها مع التربة، لتحسين خصوبة التربة، وزيادة إنتاجية المحاصيل، ورفع جودة الثمار.

ورغم ذلك، أثار استخدامها جدلاً واسعاً بين الكثير من المزارعين والخبراء البيئيين، فكثير منهم اعتبر هذه الأسمدة سلاحًا ذا حدين، بل تفوق تأثيراتها السلبية أهميتها الغذائية للتربة والنبات على المدى الطويل.

لذلك سنتعرف في هذه المقالة عن أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة، وكيفية استخدامه بطريقة آمنة؟

ما هو السماد الكيميائي وما مكوناته الأساسية؟

تعرف الأسمدة الكيماوية، على أنها مواد غير عضوية يتم إنتاجها صناعياً ومعالجتها كيميائياً لتوفير العناصر الغذائية المطلوبة لتغذية النباتات وتعزيز نموه، وتشتهر بسرعة التأثير لسهولة ذوبانها في مياه الري مما يغذي النبات بشكل سريع، وتختلف أنواع السماد الكيماوي باختلاف المكونات الرئيسية له وتنقسم إلى:

السماد النيتروجيني (N)

وهو أشهر أنواع السماد الكيماوي ويحتوي على عنصر النيتروجين بدرجة عالية الذي يساهم في تعزيز النمو الخضري للنبات من نمو الأوراق والسيقان وغيرهم. خصوصا في مراحله الأولى.

ويتميز بالتحكم في حموضة التربة عن طريق رفع درجة الحموضة عند الحاجة وسهولة امتصاصه بواسطة النبات، وعدم فقدانه بواسطة ماء الري ومع ذلك ينبغي توخي الحذر في استخدامه فقد يؤدي الإفراط منه إلى نتائج عكسية تتمثل في  ضعف الإزهار والإثمار، وزيادة قابلية النبات للتعرض للأمراض.

السماد الفوسفاتي (P)

وهو سماد غني بعنصر الفوسفات اللازم لنمو النبات في المراحل المبكرة وتقوية جذوره لأنه يدعم بناء نظام جذري متين يضمن امتصاص المغذيات بفعالية خاصةً عند زرع البذور أو الشتلات.

السماد البوتاسي (K)

أحد أنواع الأسمدة الكيماوية الغنية بعنصر البوتاسيوم المهم لتعزيز النمو السليم للثمار وزيادة قدرة النبات على مقاومة الأمراض الزراعية، ويُستخدم بصورة رئيسية في مراحل النمو المتقدمة، ويساهم في تحسين خصائص المحصول من حيث النكهة واللون والحجم.

السماد المركب (NPK)

وهو من أكثر أنواع السماد الكيماوي استخدامًا، فهو يجمع بين النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بنسب متفاوتة مما يوفر تغذية شاملة وفقًا لمرحلة نمو النبات، ويُعتبر مفضلاً لكثير من المزارعين، إذ يقلل الحاجة إلى استعمال أسمدة منفصلة، يزداد استخدامه عند الزراعة في تربة فقيرة أو غير متوازنة في العناصر.

تعرف على أفضل سماد لتسريع نمو الأشجار وكيفية إستخدامه

ما مكونات السماد الكيميائي ؟

أضرار الأسمدة الكيميائية على التربة 

تأتي أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة من الاستخدام المفرط له ، فعلى مستوى التربة تتمثل تلك الأضرار في العديد من المشاكل مثل:

تدهور البنية الأساسية للتربة:

بسبب تسرب الكيماويات الذي يؤدي إلى استنزاف المواد العضوية وفقدان الكربون العضوي، مما يقلل من الخصوبة ويضعف قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية، ويؤدي كذلك إلى زيادة كثافة التربة وصعوبة تهويتها.

ارتفاع الحموضة والملوحة:

نتيجة تراكم المعادن، فتتحول التربة إلى وسط غير مناسب لنمو النباتات.

موت الكائنات الدقيقة المفيدة:

يؤثر الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية على الكائنات الدقيقة المفيدة المتواجدة في التربة والتي تلعب دوراً هامًا في تحسين خصوبة التربة مما يقلل من جودتها.

تلوث الهواء وزيادة الاحتباس الحراري:

نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية بما يفوق قدرة النباتات على الامتصاص، فيُطلِق ذلك غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز، مما يساهم في رفع درجة حرارة الأرض والمحيطات.

أضرار الأسمدة الكيميائية على التربة 

ما هي المخاطر البيئية الناتجة عن السماد الكيميائي على الإنسان؟

لا تقتصر أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة فحسب، بل تصل إلى تهديد صحة الإنسان من خلال سلسلة من المخاطر المتمثلة في:

الإصابة بالسرطان:

وذلك بسبب الاعتماد على الأسمدة النيتروجينية التي تحتوي على مادة النترات ، فعند تسرب النترات إلى مياه الشرب أو المحاصيل الزراعية  تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث تتحول النترات داخل أمعاء الإنسان إلى مادة النيتريت السامة ما يسبب سرطانات المعدة والأمعاء.

انخفاض الإنتاجية وجودة المحاصيل:

الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية يؤدي إلى زيادة النمو الخضري على حساب نمو الثمار والمحاصيل، لاسيما تلك الغنية بالنترات، مما يؤدي إلى تعرض المحاصيل للأمراض والآفات وبالتالي قلة الغذاء.

تراكم المعادن الثقيلة:

نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة الفوسفاتية التي تساهم في تراكم عنصر الكادميوم الضار، الذي ينتقل للإنسان عبر استهلاكه من النباتات أو الحيوانات، مسببًا مخاطر صحية جسيمة على المدى الطويل.

 

كيف يمكن استخدام السماد الكيميائي بطريقة آمنة لتقليل الأضرار؟

سيأتي في ذهنك هذا السؤال البديهي خصوصًا بعد أن عرفت أن أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة  تنتج عن الاستخدام المفرط لتلك الأسمدة، ويمكن أن نجيب عن هذا السؤال من خلال عدة خطوات عملية للحد من الاستخدام العشوائي لتلك الأسمدة تتمثل في:

تحليل التربة:

لفهم خصائصها الفيزيائية والكيميائية وتحديد احتياجاتها من العناصر الغذائية. هذه الخطوة لا تقتصر على تحديد الكمية المناسبة من السماد، بل تساعد أيضًا في تقليل التكاليف وحماية البيئة من التلوث الناتج عن الاستخدام العشوائي.

الالتزام بالجرعات الموصى بها من الأسمدة

لتفادي جميع أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة، لتفادي تسمم النبات، وتلف الجذور، ونقص القيمة الغذائية للمحصول.

اختيار التوقيت المناسب لاستخدام الأسمدة:

سواء من حيث مرحلة نمو النبات أو الفصل المناخي، لضمان أعلى معدل امتصاص وتجنب حرق النبات بفعل الحرارة.

اختيار الأسلوب المناسب للتسميد:

  • التسميد الأرضي: يتمثل في وضع السماد على سطح الأرض أو وضعه في خطوط مخصصة بجوار صفوف الزراعة.
  • التسميد بالري: إذابة السماد في مياه الري لتوصيل العناصر مباشرة إلى الجذور وتقليل الهدر.
  • التسميد الورقي: رش الأسمدة السائلة على الأوراق، وهو أسلوب فعال لتعويض النقص السريع.

كما يُنصح بالامتناع عن التسميد في فصل الشتاء، حيث تكون النباتات في حالة سكون ولا تحتاج إلى تغذية إضافية.

ما الأفضل السماد العضوي ام الكيماوي؟

يعد السماد العضوي الخيار الأمثل على المدى البعيد لتغذية النباتات لفترة طويلة والتعزيز من جودة التربة وخصوبتها، فهو يحسّن هيكلها ويغذي الكائنات الدقيقة الموجودة فيها، وتزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء. صحيح أنه لا ينجم عنه نفس أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة لكن من عيوبه بطء توفير العناصر الغذائية.

على عكس السماد الكيماوي الذي يتميز بتأثيره السريع وتوفير المغذيات للنبات بشكل فوري، مما يضمن نتائج ملحوظة في وقت قصير، تركيبته المتوازنة المُعدة خصيصًا لتلبية المتطلبات الخاصة لكل نوع من النباتات وتوفيره المعادن والعناصر الكبرى الضرورية لتغذية النبات.

في النهاية، تحتاج النباتات إلى استخدام متوازن يجمع بين السماد العضوي والسماد الكيماوي، وينصح بالاعتماد على السماد العضوي كخيار أساسي في الزراعة مثل سماد الكمبوست بلاك جولد المتوفر لدى بلاك كاو الذي يتكون من تركيبة فريدة تجمع بين المواد العضوية الضرورية للتربة مع نسب بسيطة للمعادن والعناصر الغذائية الكبرى الضرورية لتغذية النبات ودعم نموه بشكل صحي ليقلل من أضرار السماد الكيماوي على التربة والبيئة.

أسئلة شائعة

ما هو تأثير الأسمدة الكيميائية على التربة؟

تدهور البنية الأساسية للتربة وموت الكائنات الدقيقة المفيدة فيها، وانخفاض نسبة المادة العضوية مما يقلل من خصوبة التربة وارتفاع نسبة الملوحة ودرجة حموضة التربة.

ما أثر الأسمدة الكيماوية على البيئة؟

تلوث المياه السطحية والجوفية بالنترات والفوسفات، مما يؤدي إلى ظاهرة نقص الأكسجين وتلوث الهواء نتيجة انبعاث غازات النيتروجين الزائدة عن حاجة النبات.

Leave a Comment